الولادة القيصرية هي عملية جراحية تُستخدم لتوليد الطفل من خلال فتح طبقات بطن الأم بالتوالي بداية من الجلد ثم النسيج الدهني وصولا إلى العضلات ثم يظهر الرحم . تُعتبر الولادة القيصرية عندما تكون للولادة الطبيعية غير ممكنة ، وعادةً ما تُجرى عندما تكون الولادة الطبيعية محفوفة بالمخاطر على الأم أو الطفل.
أسباب اللجوء إلى الولادة القيصرية
مشكل في وضعية الجنين: مثل الوضع المقعدي (حيث يكون الجنين جالساً بدلاً من أن يكون رأسه متجهاً للأسفل).
الضائقة الجنينية: عندما يكون الجنين يعاني من نقص في الأكسجين أو مشاكل أخرى.
مشكل في الحبل السري: مثل انضغاط الحبل السري أو التفافه حول رقبة الجنين.
الولادة المتعسرة: عندما تكون عملية الولادة الطبيعية طويلة أو صعبة بشكل غير طبيعي.
مشاكل صحية للأم: مثل ارتفاع ضغط الدم، أو حالات قلبية، أو سكري غير مضبوط.
التوائم: في بعض الحالات، يُفضل إجراء الولادة القيصرية عند حمل التوائم.
ولادة قيصرية سابقة: في بعض الحالات، تفضل الأمهات أو الأطباء إجراء قيصرية ثانية بعد قيصرية سابقة، رغم أنه من الممكن في كثير من الأحيان الولادة الطبيعية بعد القيصرية (VBAC).
التعافي بعد الولادة القيصرية:
التعافي من الولادة القيصرية يستغرق عادة وقتاً أطول من الولادة الطبيعية، ويتضمن:
إقامة في المستشفى: قد تتراوح بين 2 إلى 4 أيام.
الراحة والعناية بالجروح: يجب الحفاظ على نظافة الجرح وتجنب الأنشطة الشاقة.
الألم والتورم: يمكن إدارة الألم باستخدام الأدوية التي يصفها الطبيب.
المتابعة الطبية: زيارات متابعة للتأكد من شفاء الجرح وعدم وجود مضاعفات.
الأثر النفسي بعد الولادة القيصرية
الولادة القيصرية يمكن أن يكون لها تأثير نفسي على الأم، وتتنوع هذه التأثيرات بناءً على الظروف الشخصية والطبية المحيطة بالولادة. فيما يلي بعض الجوانب النفسية التي قد تواجهها النساء بعد الولادة القيصرية:
التأثيرات النفسية المحتملة
1. الشعور بالفشل أو الإحباط
بعض النساء قد يشعرن بالإحباط أو حتى بالفشل لعدم قدرتهن على الولادة الطبيعية. هذا الشعور قد يكون مرتبطًا بتوقعاتهن الشخصية أو التوقعات الاجتماعية المحيطة بالولادة.
2. الاكتئاب بعد الولادة
الاكتئاب بعد الولادة (Postpartum Depression) هو حالة شائعة يمكن أن تؤثر على النساء بعد أي نوع من الولادات، بما في ذلك الولادة القيصرية. تشمل أعراضه الحزن المستمر، فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، وصعوبة في رعاية الطفل.
قد تواجه بعض الأمهات قلقًا وتوترًا متزايدًا بعد الولادة القيصرية، خاصة إذا كانت العملية غير مخططة أو جاءت نتيجة لحالة طارئة. هذا القلق يمكن أن يكون مرتبطًا بصحة الطفل أو بصحتهن الشخصية.
4. تأخر الترابط مع الطفل
قد تشعر بعض الأمهات بصعوبة في الارتباط الفوري مع الطفل بعد الولادة القيصرية، خصوصًا إذا كانت تحتاج إلى وقت أطول للتعافي من الجراحة أو إذا كانت تعاني من ألم جسدي.
5. الخوف من المستقبل
قد تشعر الأمهات بالقلق حول تأثير الولادة القيصرية على الحمل والولادة في المستقبل، خاصة إذا تم إخبارهن بأن الولادة الطبيعية قد تكون أكثر صعوبة أو غير ممكنة بعد القيصرية.
طرق الدعم والتعامل مع الأثر النفسي
1. الدعم النفسي والاجتماعي
التحدث مع الأصدقاء والعائلة أو الانضمام إلى مجموعات دعم الأمهات يمكن أن يوفر شعورًا بالتضامن والفهم. وجود شبكة دعم قوية يساعد في تخفيف الشعور بالعزلة.
2. العلاج النفسي
التحدث مع معالج نفسي أو مستشار متخصص يمكن أن يكون مفيدًا للغاية. العلاج السلوكي المعرفي (CBT) قد يساعد في معالجة الاكتئاب والقلق.
3. التثقيف والتحضير
زيادة المعرفة حول الولادة القيصرية وما يمكن توقعه بعدها يمكن أن يخفف من القلق. المشاركة في صفوف تحضيرية للولادة والتحدث مع الطبيب حول التوقعات يمكن أن يكون مفيدًا.
4. العناية بالنفس
الاهتمام بالعناية الذاتية بعد الولادة مهم جدًا. يمكن أن يشمل ذلك الحصول على الراحة الكافية، تناول غذاء صحي، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بعد استشارة الطبيب.
5. التركيز على الإيجابيات
محاولة التركيز على الإيجابيات، مثل صحة الأم والطفل، يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالندم أو الإحباط. تذكير النفس بأن الولادة القيصرية كانت الخيار الأفضل لصحة الجميع يمكن أن يكون مريحًا.
6. المتابعة الطبية
المتابعة مع الطبيب بعد الولادة لضمان الشفاء الجسدي والنفسي الكامل. التحدث مع الطبيب حول أي مخاوف نفسية يمكن أن يؤدي إلى تقديم الدعم المناسب.
7. الاستشارة الزوجية
الاستشارة الزوجية يمكن أن تكون مفيدة في بعض الحالات، خاصة إذا كان هناك تأثير نفسي كبير على العلاقة الزوجية بعد الولادة.
من المهم أن تتذكر الأمهات أن الشعور بالضعف النفسي بعد الولادة القيصرية أمر شائع ويمكن التعامل معه بفعالية مع الدعم المناسب. لا تترددي في طلب المساعدة إذا كنتِ تشعرين بالاحتياج إليها.
و في النهاية، قرار الولادة القيصرية يجب أن يتم بالتشاور مع الطبيب المختص، بناءً على الحالة الصحية للأم والجنين وتقييم المخاطر والفوائد المحتملة ؛ هي ليست بالولادة السهلة و لا تنقص من دور الأم في عملية الولادة ، بل هي بديل للحفاظ على الأم و الجنين .
المصادر⁚
- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/3378531/
- https://www.intechopen.com/chapters/85069
- https://www.scielo.br/j/tce/a/8RnJ4kX6QnQsDn6fCcM9SSc/
- https://altibbi.com/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A9/%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%A6%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A9
اكتب تعليق لتشجيعنا